فضل الصلاة على النبي لسعة الرزق وقضاء الحوائج

فضل الصلاة على النبي لسعة الرزق وقضاء الحوائج

ذلكم رسول الله؛ صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرّة ، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيّد بجبريل،  خير الخلق في طفولته، وأطهر المطهرين في شبابه، وأنجب البشرية في كهولته، وأزهد الناس في حياته، وأعدل القضاة في قضائه، وأشجع قائد في جهاده؛ اختصه الله بكل خلق نبيل؛ وطهره من كل دنس وحفظه من كل زلل، وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم؛ فلا يدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه وأمانته وزهده وعفته. اعترف كل من عرفه حق المعرفة بعلو نفسه وصفاء طبعه وطهارة قلبه ونبل خلقه ورجاحة عقله وتفوق ذكائه وحضور بديهته وثبات عزيمته ولين جانبه. 

الصلاة على النبى، صلى الله عليه وسلم، عبادة عظيمة من أجَلِّ القُربات إلى الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن لها فضل عظيم فى الدنيا والآخرة؛حيث ورد كثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية المشرفة الدالة على ذلك.

ولمَ لا، وقد خاطب الله تعالى المؤمنين عن فضل الصلاة على النبى، فى كتابه الحكيم فى أكثر من آية لحثهم على تلك العبادة العظيمة حيث قال تعالى فى سورة الأحزاب: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".

وورد فى فضل الصلاة على النبى الكريم عدة أحاديث نبوية كثيرة عن عبد الرحمن بن عوف : قلت يا رسول الله، سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها. فقال: (إن جبريل أتاني فبشرني أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت لله شكراً)

عن أبى بن كعب أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله إنى أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتى؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتى كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك). رواه الترمذى وقال: حسن صحيح.

روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة) .

روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة)وروى النسائي وصححه الألباني عن أنس بن مالك قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى علي صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحُطت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات) .

وأفضل الأوقات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (خير أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يرد فيها سائلًا، فأكثروا عليّ من الصلاة فيها فإن صلاتكم معروضة علي) .

وعلى العموم فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن كونها امتثالاً لأمر الله بها فهي أيضاً مرغب فيها لما لها من الفضل والخير، والمحروم بل والبخيل من سمع ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم

: (البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي)

فضل الصلاة على النبي محمد

ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه : «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام» أربعون فائدة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي :

  1. امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
  2. موافقة الله سبحانه وتعالى في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان، فصلاتنا عليه دعاء وسؤال، وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف.
  3. موافقة الملائكة فيها.
  4. الحصول على عشر صلوات من الله تعالى، المصلي مرة واحدة.
  5. أن يرفع العبد بها عشر درجات.
  6. أنه يكتب له بها عشر حسنات.
  7. أنه يمحى عنه بها عشر سيئات.
  8. أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه.
  9. أنها سبب لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
  10. أنها سبب لغفران الذنوب.
  11. أنها سبب لكفاية الله سبحانه وتعالى العبد ما أهمه.
  12. أنها سبب لقرب العبد من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
  13. أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة.
  14. أنها سبب لقضاء الحوائج.
  15. أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة ملائكته عليه.
  16. أنها زكاة للمصلي وطهارة له.
  17. أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.
  18. أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
  19. أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه.
  20. أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم على المصلي والمسلم عليه.
  21. أنها سبب لطيب المجلس فلا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
  22. أنها سبب لنفي الفقر.
  23. أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره.
  24. أنها سبب للنجاة من الدعاء عليه برغم الأنف.
  25. أنها سبب لسلوك طريق الجنة؛ لأنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة، وتخطئ بتاركها عن طريقها.
  26. أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  27. سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله.
  28. أنها سبب لوفرة «كثرة» نور العبد على الصراط.
  29. أنه يخرج بها العبد عن الجفاء.
  30. أنها سبب لإبقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض.
  31. أنها سبب البركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه.
  32. أنها سبب لنيل رحمة الله تعالى له.
  33. أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها.
  34. أنها سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه.
  35. أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه.
  36. أنها سبب لعرض اسم المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره عنده.
  37. أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه.
  38. أن الصلاة عليه أداء لأقل القليل من حقه صلى الله عليه وسلم.
  39. أنها متضمنة لذكر الله تعالى وشكره، ومعرفة إنعامه على عباده بإرساله صلى الله عليه وسلم.
  40. أنها دعاء، بحيث يسأل العبد ربه تبارك وتعالى أن يثني على خليله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، ويزيد في تشريفه وتكريمه وإيثار ذكره ورفعه.

صيغة الصلاة على النبي

هناك عدة صِيغ للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهمية عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال:  «خرَجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقلنا: قد عَرَفْنَا كيف نُسَلِّمُ عليك، فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال: قولوا: اللهمَّ، صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ، بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ» 

وينبغي على المُسلم أن يُحافظ على الصلاة على النبي في الشدّة والرخاء، وليس عند الحاجة فقط، كمن يُصلي عليه عند الشدة ويترُكها عند الرخاء، وعلى المُسلم أن يعلم أنه يبقى مُقصّراً في حق نبيّه ولو أمضى كُل عُمره في الصلاة عليه، لأن الله جعله سبباً لهداية البشرية للخير والجنة، ونجاتهم من النار.